بآسم الرب يسوع المسيح
سأل أحدهم سؤالاً وقال لماذا لدى الناس الأشرار كل يحتاجونه , وأما المؤمنون
فالكثير منهم في حالة عوز . في الحقيقة إن هذا السؤال سُئل قبل ما يقارب
الثلاثة ألاف عام من قِبَلْ داؤد النبي , فعلى الرغم أن هؤلاء الناس
كانوا يتكلمون بالشر ينكرون معرفة الله إلا أنهم يمتلكون كل ما يحتاجه
المرء للتنعم بالحياة الرغيدة و الراحة والرفاهية , حيث قال عنهم داؤد
في مزمور 73: 3-12 " لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ إِذْ
رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ
وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ. لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ
لاَ يُصَابُونَ. لِذَلِكَ تَقَلَّدُوا الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ
ظُلْمَهُمْ. جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ
الْقَلْبِ. يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْماً. مِنَ
الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ. جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَلْسِنَتُهُمْ
تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ. لِذَلِكَ يَرْجِعُ شَعْبُهُ إِلَى هُنَا وَكَمِيَاهٍ
مُرْوِيَةٍ يُمْتَصُّونَ مِنْهُمْ. وَقَالُوا: كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ
وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ ؟ هُوَذَا هَؤُلاَءِ هُمُ الأَشْرَارُ
وَمُسْتَرِيحِينَ إِلَى الدَّهْرِ يُكْثِرُونَ ثَرْوَةً. " ولكن
الله لم يترك هذا السؤال بدون جوابٍ شافٍ , لقد جعل الله داؤد يرى آخرة
الناس الأشرار وسقوطهم وفنائهم حيث قال داؤد في مزمور 73: 17-20 "
حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ. حَقّاً
فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ. كَيْفَ
صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! اضْمَحَلُّوا
فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي. كَحُلْمٍ عِنْدَ التَّيَقُّظِ يَا رَبُّ عِنْدَ
التَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ. " وهذا ما دفع داؤد ليتشجع
في مسيرته مع الرب ومخافته له ليقول في العدد 28 من الإصحاح 73 "
أَمَّا أَنَا فَالاِقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي. جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ
الرَّبِّ مَلْجَإِي لِأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ "
إن برجنا الحصين هو إسم الرب إلهنا الذي نحتمي به ونتمنع , فهو يحمينا
ويسيج حولنا ومن الضيقات ينجّينا , هو يسوع الرب الإله .
والرب معكم
بقلم الأخ إميل صائغ