بآسم الرب
يسوع المسيح
عندما ننظر الى شخصيات الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد نجد
أن كل مَن خدم الرب بإخلاص كان واضعاً أمامه هدف واحد هو رضا الرب ونَيل
المدح منه محتملاً كل الصعاب ومؤدياً واجبه على أكمل وجه ليكون مؤهلاً
للحياة الأبدية . لقد كتب الرسول بولس بوحي من الروح القدس قائلاً "
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَِيْدَانِ
جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟
هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا " ( 1 كورنثوس 9: 24 ) .
لقد احتمل الرب يسوع المشقات والآلام لأتمام عملية الصلب وتحقيق الفداء
للبشرية جمعاء معطياً نفسه قدوةً في إحتمال المشقات , الأمر الذي جعل
المؤمنين الأوائل يفعلون الشيء نفسه في تحمّل الإضطهادات من أجل نشر
رسالة الخلاص التي أعطاها الرب لنا جميعاً, لقد ذكر الرسول بولس في (
2 كورنثوس 11: 24-27 ) " مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ
أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ.
مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ.
لَيْلاً وَنَهَاراً قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً.
بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي.
بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ
فِي الْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ
كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي
جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ.
" أن ما مر به بولس من أهوال لا يقاس بالمجد العتيد أن يعلن له
ولنا جميعاً إن إحتملنا المشقات والصعاب حيث قال في (رومية 8: 18)"
فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ
الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا " والرب يسوع نفسه قال في(
متى 24: 13 ) " وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا
يَخْلُصُ." , لازلنا في الطريق ولكن خط النهاية قريب فلننظر الى
رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب
مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " عبرانيين 12: 2 "
فهو مَثَلنُا الأعلى الذي يجب أن نقتدي به لننال الأكليل المُعَدْ لنا
في السماء .
والرب معكم
بقلم الأخ إميل صائغ