بآسم الرب يسوع المسيح
إن النظافة من الأشياء المطلوبة في
وقتنا الحاضر , وهي مطلوبة ليس فقط لأغراض صحّية بل إنها تُعطي لمسة
جمال للأشياء التي حولنا , فعندما يكون كل شيء نظيفاً حولنا نرى أن نفوسنا
تبتهج وتنغمر بالسَكينة .
لقد سأل الكتبة والفريسيون الرب يسوع قائلين " لِمَاذَا يَتَعَدَّى
تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ
حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً " لقد كانت فريضة غسل الأيدي من الأمور
المهمة في اسرائيل في ذلك الوقت وكانت قد أُخذت من الشريعة المكتوبة
في سِفر الخروج , وكل ما هو مكتوب في الشريعة فهو أمر ضروري وفريضة مطلوبة
لبني إسرائيل , ولكن الرب يسوع المسيح أجابهم الجواب الشافي حيث قال
لهم " لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ، بَلْ
مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ " وأوضح
في الأعداد 17-20 من نفس الأصحاح وقال " أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ
أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ
إِلَى الْمَخْرَجِ وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ
يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ
أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ قَتْلٌ ، زِنىً ، فِسْقٌ ، سِرْقَةٌ ، شَهَادَةُ
زُورٍ ، تَجْدِيفٌ هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا
الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ "
.
في أيامنا الحاضرة يهتم الكثيرون بالنظافة الخارجية وأما نظافة القلب
فليس لها إهتمام , لقد قال الرب يسوع " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ
مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ، وَالإِنْسَانُ
الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ
مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ " . لينظر كل واحد
منا لقلبه ويختبره فأن وجد فيه نجاسة وأمور باطلة فعليه أن ينظف قلبه
ويطهره وليسأل الرب الإله بالصوم والصلاة أن يساعده في ذلك , وليُصلِّ
كما صلَّ داؤد ويقول " قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ
وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي " مزمور 51: 10 , والرب
سوف يستجيب .
والرب معكم .
بقلم الأخ إميل صائغ