وضع الأيادي

وضع الأيادي
الجزء الأول
لقد أعطانا يسوع وعداً عندما قال في مرقس 16: 17-18 " وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ "
من الواضح أن موضوع وضع الأيادي هو من المواضيع المهمة التي يتوجّب علينا فهمها خصوصاً إذا أردنا أن نرى وعد الشفاء الذي أعطاه الرب لنا يتحقق في الكنيسة في يومنا الحاضر . عبرانيين 6: 1-2 يُعرّف وضع الأيادي على انه أحد التعاليم الأساسية في الكنيسة . إن وضع الأيادي يشير الى أكثر من كونه عمل بسيط بل هو أحد أركان التعليم المسيحي , فهو يمثل العمل الأعجوبي للروح القدس في الكنيسة الذي يتضمن عطية الروح القدس , وفي كتاب أعمال الرسل نرى أن الروح القدس كان يُحصَل عليه من خلال وضع الأيادي .
في العهد القديم :
لكي نفهم هذا الموضوع بشكل تام سوف نبدأ بأهمية وضع الأيادي في العهد القديم , لقد كان الكهنة والأنبياء يستخدمون وضع الأيادي من خلال الصلاة لأعطاء البركة أو التكريس أو الترسيم . وعندما بارك يعقوب إفراييم ومنسّى وضع يديه على رؤسهم (عدد 27: 18-20) و (تثنية 34: 9) . وفي يوم التكفير استخدم رئيس الكهنة تَيْسَين من المعز ليرفع خطايا الشعب , فقدم الأول كذبيحة وأما الثاني فوضع يديه عليه وأقر بكل ذنوب بني إسرائيل وبعد ذلك أطلق التيس في البرية ليحمل الذنوب الى أرض مقفرة ( لاويين 16: 21) . وبشكل رمزي كان التيس المطلق في البرية يحمل ذنوبهم بعيداً حيث لا يُرى مرة أخرى . وبنفس الطريقة عندما يجلب شخص ذبيحة لمغفرة خطيته فإنه يضع يده على رأس الحيوان كما ورد في لاويين (1: 4) و (4: 4) . إن الخيط المشترك في جميع هذه الأمثلة هو الرمز لعملية انتقال روحاني , فيعقوب نقل البركة لأحفاده , وموسى نقل السلطة والمسحة الى الذي خَلَفَهُ , ورئيس الكهنة نقل الخطايا من الشعب الى التيس المطلق في البرية , والفرد التائب الذي يقدم ذبيحة ينقل خطيته الى الحيوان المُقدَمْ كذبيحة . إن هذه الأمور لم تحدث بطريقة سحرية من خلال الأيدي بل أن وضع الأيادي يمثل ما يمكن أن يعمله الله روحانياً ويساعد الناس على أن يأمنوا ويقبلوا عمل الله الغير مرئي .
يتبع .
بقلم : الأخ دايفيد ك. بيرنارد / ترجمة الأخ إميل صائغ