إن موضوع معمودية الماء من المواضيع المهمّة جداً التي يتناقش بها
المسيحيّون وهي موضوع جدال واسع لأطراف كثيرة , ولكن يبقى الكتاب المقدّس هو الحَكَمْ
بين جميع الأطراف .
وفي هذا الجزء الأول سوف يكون الكلام عن أهمّية المعمودية.
إن معمودية الماء المسيحيّة هي أمر مُعَيَّنْ من الرب يسوع . فإذا كان هذا الأمر غير مهم في خطة الله لخلاص البشر, فلماذا أوصى به الرب يسوع في متى 19:28 {فَآذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِأسْمِ الآبِ وَالأبْنِ وَالرُّوحِ القُدُسِ}, ولماذا كررَ بطرس القول (ليعتمد كل واحد منكم....) حيث كان يكلّم الأمم ويطلب منهم أن يعتمدوا كما حدث في ( أعمال 38:2 ) و ( أعمال 48:10 ) .
وهنا يجب أن نتذكّر أمرين عن أهمية معمودية الماء :
أولاً: كل ما أقرّه الرب يسوع وأمر به لا يمكن أن يكون غير مهم بل على جانب كبير من الأهمية سواء فَهِمْنا معناه ومغزاه ودلالته أو لم نفهم .
ثانياً: المسيح وتلاميذه أظهروا أهمية هذا الأمر من خلال تطبيقه
على أنفسهم , حيث نرى أن يسوع مشى مسافة طويلة ليصل الى مكان المعمودية في نهر
الآردن وهو الذي كان بلا خطية, وقال{لأنه هكذا يليقُ بنا أن نُكْمِّلَ كلَّ بِرِّ}.
حقّاً يُقال أن الماء وحده لا يحتوي على قوَّة خلاصية, ولكن الله إختار الماء كوسيلة
لإتمام خطة الخلاص للبشر من خلال المعمودية. إن الماء هو جزء أساسي في خطة الخلاص
في العهد الجديد وليس مجرّد طقس رمزي, بل جزء مهم للدخول الى ملكوت الله, كنيسة
الله, عروس المسيح, وأيضاً هو ليس مجرد طريقة لتكون فيها عضواً في كنيسة معينة
, ويقول الرب يسوع في يوحنا 5:3 { أجَابَ يَسُوعُ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ
إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ
مَلَكُوتَ اللهِ }.
وأيضاً في غلاطية 27:3 {لأنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ إعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قََدْ لَبِسْتُمُ المَسِيحَ}.
لقد أوضح الرسول بطرس في رسالته الأولى في الأصحاح الثالث أن الغاية من المعمودية هي ليست تنظيف الجسد من الأوساخ المتعلقة به, بل أن الأمر أعمق كثيراً من هذا , الذي هو سؤال ضمير صالح عن الله من خلال قيامة الرب يسوع المسيح, 1بطرس 21:3 {الَّذي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ}.
وطبقاً لِمَا وَردَ في لوقا 30:7 {وأمَّا الفَرِّيسِيَّونَ وَالنَّامُوسِيُّون فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ}.
إن الرفض الذي جاء من قِبَلْ الفريسيّون والناموسيّون للمعمودية
هو تفسير علني وواضح للتمرّد والعصيان على تعاليم الله, والذي يُعادله اليوم رَفْض
الكثيرين للمعمودية بأسم يسوع المسيح مُتعللين بمباحثات ومماحكات لا تجلب لهم غير
الندم عند مجئ ربنا يسوع المسيح ليخطف الكنيسة من على الأرض.
http://www.sayadi-al-nas.com
صيادي الناس |