بآسم
الرب يسوع المسيح
إن
الصليب هو رمزاً مهماً من رموز المسيحية وكل مَن يقرأ عن صلب الرب يسوع
تراوده أسئلة كثيرة , وقد يحصل البعض على إجابة تجعله يُؤمن ويَخلُص
أو يحصل على إجابة تجعله يرفض الإيمان ويختار طريق الهلاك . لقد قال
الوحي على فم الرسول بولس في كورنثوس الأولى 1: 18 (( فَإِنَّ كَلِمَةَ
الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ
الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ آللهِ )) . إن العمل الفدائي والكفاري
الذي قام به الرب يسوع بموته على الصليب هو لخلاص جميع البشر ولمرة واحدة
, وأما المؤمنون فأن عملية الصلب لديهم تتم كل يوم من خلال صلب الشهوات
والتمسك بما هو حسن ومرضي عند الله , لقد قال الرسول بولس في رومية 8:
36 (( كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ.
قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ )) . إن الرجل الذي جثا عند
قدمي الرب يسوع سائلاً إياه عن كيفية الحصول على الحياة الأبدية , حصل
على جواب أحزنه , والجواب كان أن يحمل الصليب ويتبع الرب يسوع "
مرقس 10: 17-21 " (( وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ
وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ،
مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ
لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ
وَهُوَ اللَّهُ أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ.
لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ
وَأُمَّكَ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ , هَذِهِ كُلُّهَا
حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ،
وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ
وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ
اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ )) . إن حَمْلْ الصليب ليس من خلال إرتداء
سلسلة يتدلى منها صليب ذهبي أو فضي أو أي نوع أخر , بل هو حَمْلْْ روحاني
للصليب من خلال صلب شهوات الجسد وشهوات العالم والعيش في طهارة وقداسة
لنكون مرضيين عند الرب . إن ذلك الرجل كان ذا أموال كثيرة وبالتأكيد
كان مُحب للمال ولم يستطيع أن يصلب شهوة ومحبة المال في نفسه , ويقول
الكتاب عنه في العدد 22 من نفس الإصحاح (( فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ
وَمَضَى حَزِيناً، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ )). لقد قال
الرسول بولس في غلاطية 6: 14 (( وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي
أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي
بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ )) . وهذا ما يجب
أن نفتخر به جميعنا .
والرب معكم
بقلم الأخ إميل صائغ