بآسم الرب
يسوع المسيح
الصداقة شيء جميل يعّتز به كل واحد منا, فوجود صديق في حياة
الفرد يجعل للحياة طعم أخر, فتبادل الأحاديث وأستشارة الواحد للأخر أو
مساعدته أوتعزيته في أمر معين , كّل هذه الأمور تعتبر شيء طبيعي في عالم
الصداقة .
ولكن الأمور التي لا تُعد طبيعية هي أن يقوم صديق بغدر صديقه أو بالتكلّم
بالسوء عليه أو النفاق عليه أو إباحة سر إئتمَنَه عليه أو عدم مساعدته
عندما يحتاج الى مساعدة على الرغم من تواجد إمكانية المساعدة .
إن خذلان الصديق لصديقه بأمور كهذه قد تؤدي الى الغضب أو الكراهية وربما
الكأبة والمرض في بعض الأحيان, ويعلل البعض أن البشر غير كاملين ويرتكبون
الأخطاء, هذا صحيح, ولكن هناك صديق واحد كامل ووفي لكل البشر, إذا طلبنا
منه المساعدة فسيساعدنا ونستطيع التحدث معه في أي وقت, نستشيره في أمور
كثيرة, ويعزّينا في أحزاننا ويفرح معنا في أفراحنا, وله من القوة والسلطة
أن يشفينا إذا مَرِضنا ويشجعنا إذا يئسنا يحفظنا من كل سوء, وهذا الصديق
إسمه يسوع, فهو الأوفى دائماً ولا يخذل أحداً منا إذا سألناه شيئاً ,
ففي الوقت الذي يخذلنا فيه الأصدقاء الأرضيين فصديقنا السماوي يمد يده
إلينا ليرفعنا من حفرة اليأس والقنوط والأنكسار ويعطينا الأمل, فكيف
لنا أن نرفض صداقة كهذه , التي نحن بأمَسّ الحاجة اليها في هذا الزمن
الصعب والمظلم التي تحاول قوة الشر أن تستحوذ على كل شيء حولنا.
دعونا نقترب أكثر الى هذا الصديق الأمين الوفي, وأفضل طريقة للأقتراب
إليه هي العمل بوصاياه ووصاياه ليست ثقيلة علينا, لقد أخبرنا بهذه الوصايا
على فم الرسول بطرس في أعمال 2 :38-39 وقال (تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ
الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ لأَنَّ الْمَوْعِدَ
هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ
مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا).
فلماذا نتوانى إذاً, نعمل بوصاياه ونكسب صداقته لنعيش بهدوء وأطمئنان
على هذه الأرض الى حين لقائنا بهذا الصديق في يوم الأختطاف العظيم.
لازال عرض الصداقة موجوداً الى هذا اليوم والدعوة عامة للجميع.
والرب معكم
بقلم الأخ إميل صائغ