بآسم الرب
يسوع المسيح
مع إقتراب أعياد الميلاد
المجيدة تتزيّن المدن والبيوت بالزينة ونشرات الأضواء المبُهرة إحتفالاً
بهذه المناسبة. إن النور المُشع الذي يخرج من هذه الأضواء يجلب الفرح
والأطمئنان والراحة النفسية الى قلوب الناس حتى وإن كان بشكل وقتي ,
فالجميع يُحب النور ويرغبه.
عندما بدأ الله بالخليقة كان النور من حصة اليوم الأول نظراً لأهميته.
إن النور الحقيقي هو ليس الضوء الخارج من الشمس أو من المصابيح بل هو
النور الروحي , لقد قال الرب يسوع في يوحنا 8 : 12 " أَنَا هُوَ
نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ
يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " فالتعاليم التي جاء بها الرب يسوع
قد أنارت قلوب الكثيرين من الذين آمنوا به , ولكن هناك قلوب لازالت تقبع
في ظُلمة هذا الدهر , فكيف الوصول إليها ؟
إن الوحي ذكر على فم الرسول بولس في كورنثوس الثانية 4 : 4 " الَّذِينَ
فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ،
لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي
هُوَ صُورَةُ اللهِ " إن النور الساطع من كلمة الرب قادر أن يُهدي
الناس الى طريق الخلاص ويُخرجهم من ظلمة العالم , فالسراج المتقد والمنير
يُعلق في مكان عالي ولا يُغطى , والرب يسوع ذكر في لوقا 11 :33
" لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيَضَعُهُ فِي خُفْيَةٍ ، وَلاَ
تَحْتَ الْمِكْيَالِ ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ
النُّورَ " فهنا يأتي دورنا في الإخبار عن الرب وعجائبه وأعماله
وخطة الخلاص التي أعطاها لنا , إن رفع السراج المنير (كلمة الرب) عالياً
سوف يُساعد الذين ضلّوا عن الطريق بالرجوع الى حيث النور والأمان تماماً
كعمل المنار الذي يرشد السفن التائهة لطريق العودة الى البَر , فلا ندّخر
جهداً لخدمة ربنا ولا نكل ولا نتعب لإبقاء هذا السراج موقداً وعالياً
ولِنَكُنْ مثل العذارى الخمسة الحكيمات اللاتي أخذنَ زيتاً معهُن لإبقاء
مصابيحهُن موقدة لحين مجئ العريس . متى 25 : 1-13 .
هكذا يجب أن نكون وهكذا يجب أن نبقى أوفياء وصابرين الى المنتهى .
والرب معكم
بقلم الأخ إميل صائغ